الكائنات التي تعييش في القطبين /2(الدب القطبي )
الدب القطبي
الدب القطبي نوع من الدببة يتواجد في منطقة القطب الشمالي الممتدة عبر شمالي ألاسكا، كندا، روسيا، النرويج، وجرينلاند وما حولها. يعتبر الدب القطبي أكبر ثدييات اليابسة اللاحمة حاليا، ويُصنف مع دب كودياك على أنهما أكبر الدببة بلا منازع. يزن ذكر الدب القطبي البالغ ما بين 400 و680 كيلوغرام، بينما تصل الأنثى لنصف هذا الحجم.
اصل التسمية:
كان المستكشف والضابط في البحرية الإنكليزية قسطنتين جون فيبس أول من وصف الدب القطبي على أنه نوع مستقل بذاته، واختار له الاسم العلمي Ursus maritimus الذي يعني حرفيا "الدب البحري" باللاتينية، بعد أن لاحظ أن الحيوان يقضي معظم وقته في المياه. وفي اللغة العربية فإن اسم هذه الحيوانات ترجمة حرفية لاسمها الإنكليزي "Polar bear" والفرنسي "Ours polaire" وفي بعض الأحيان تسمّى "الدب الأبيض" وهي ترجمة أخرى لاسم هذا الدب الثاني باللغة الفرنسية "Ours blanc"، وهو اسم أقل شيوعًا في اللغات الأخرى. يدعو شعب الإنويت الدب القطبي نانوك، ويُسمّى بلغة الشوكشي أومكا، أما في الروسية فيُسمى عادة بيلاي مدفيد، أي الدب الأبيض (بالروسية: Белый Медведь) على الرغم من أن اسم أكثر قدما لا يزال يُطلق على هذه الحيوانات وهو أوشكوي (بالروسية: Ошкуй) الذي يجد أصله في كلمة من لغة الكومي وهي أوسكي بمعنى "دب". كان يعتقد في السابق أن الدب القطبي يمثل جنسا خاصا به، وهو جنس الدب البحري (باللاتينية:Thalarctos)، إلا أن الدلائل التي أظهرت وجود أفراد هجينة بين هذه الحيوانات والدببة البنية، بالإضافة للدراسات التي أوضحت أن الدب القطبي انفصل منذ فترة حديثة نسبيّا عن الدببة البنية ليشكل نوعا منفردا، جعلت من هذا الاعتقاد خاطئ، وبالتالي فإن الاسم العلمي لهذه الحيوانات يبقى Ursus maritimus كما اقترح فيبس في البداية.
اصل النوع وتطوره:
يفترض العلماء أن فصيلة الدبيات انشقت عن باقي فصائل اللواحم منذ حوالي 38 مليون سنة، ومنذ قرابة 4.2 مليون سنة برزت تحت فصيلة الدببة الحقيقية (باللاتينية: Ursinae). انفصل الدب القطبي عن الدب البني (Ursus arctos) منذ حوالي 200,000 سنة كما يظهر من سجلات المستحثات ودراسات الحمض النووي. يبلغ عمر أقدم أحفور معروف لدب قطبي أقل من 100,000 عام، وتظهر المستحثات أنه منذ ما بين عشرة إلى عشرين ألف سنة مضت، تغيّر شكل أضراس الدببة القطبية بشكل واضح عن أضراس الدببة البنية. يُعتقد أن الدببة القطبية تحدرت من مجموعة من الدببة البنية إنعزلت عن غيرها من المجموعات خلال فترة من الفترات الجليديّة العظمى خلال العصر الحديث الأقرب
أظهرت الدراسات الوراثيّة مؤخرا أن بعض الفروع الحيوية للدب البني تعتبر أقرب إلى الدب القطبي منها إلى دببة بنية أخرى، مما يعني أن الدب القطبي ليس نوعا حقيقا وفقا لما يراه البعض من الشرّاح. وبالإضافة لذلك، فإن الدببة القطبية قادرة على التناسل مع الدببة البنية لتنتج أفراد هجينة غير عقيمة، مما يدل على أن النوعين إنفصلا منذ فترة قصيرة نسبيا عن بعضهما ولا يزالا متماثلان من الناحية الوراثية. إلا أنه وبسبب عدم مقدرة أي من النوعين على عيش نمط حياة النوع الأخر، بالإضافة لاختلاف التشكل لكل منهما، الأيض، السلوك الاجتماعي، الحمية، وغيرها من الأنماط الظاهرية، فإن كل منهما يصنّف على أنه نوع مستقل بذاته.
وفي مايو 2006 أثبتت اختبارات الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين أن دبا أبيض قتل في كندا على فروته بقع بنية هو أول دب هجين من تزاوج دببة قطبية ودببة بنية في البراري ويعتقد العلماء ان الدب القتيل كان سليل أب بني وأم قطبية وتعتبر هذه الحادثة أول تزاوج موثق بين دبين قطبي وبني بريين حيث حتى تلك اللحظة لم تكن هناك وجود للدببة الهجينة من أبوين بني وقطبي إلا في حدائق الحيوان ويعود سبب ذلك إلى أنه من النادر جدا أن يلتقي هذان النوعان ولكن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة القطبية جعل هذا اللقاء ممكنا بسبب مغامرة الدبب القطبية بالعبور إلى مناطق الدب البني والعكس لقلة مصادر الطعام. يقترح البعض إطلاق اسم الدب البنقطبي على الهجين وآخرون اقترحوا اسم نانولاك وهو اسم يجمع بين اسمي الدب القطبي والبني عند مواطني الإنويت في كندا.
انتشار انوع و جمهوريتة :
يتواجد الدب القطبي عبر المحيط المتجمد الشمالي بأكمله، وكذلك في البحار المجاورة، ولا تزال هذه الحيوانات تحتفظ بالأغلبية الساحقة من موطنها أكثر من أي نوع أخر من اللواحم، وذلك عائد إلى بعد موطنها ونأيه لدرجة تمنع البشر من القيام بأي نشاطات فيه. تعتبر الدببة القطبية نادرة شمالي خط العرض 88°، إلا أن هناك دليل على أنها تنتشر عبر القطب الشمالي بكامله، وصولا حتى خليج جايمس في كندا جنوبا، وفي بعض الأحيان يمكنها أن تنجرف لمسافات شاسعة على الجليد البحري المتكسر، وقد وردت بعض المشاهدات القصصيّة التي تفيد برؤية دببة قطبية في منطقة برليفاغ على البر النرويجي، وجزر الكوريل في بحر أوخوتسك. يصعب تقدير عدد الجمهرة العالمية لهذه الحيوانات بما أن معظم موطنها لم يتم دراسته بشكل واضح وكامل، إلا أن علماء الأحياء يقدرون وفقا لبعض الدراسات الأولية أن عدد الجمهرة العالمية يتراوح بين 20,000 و25,000 دب قطبي
المسكن:
تعتبر الدببة القطبية ثدييات بحرية غالبا، وذلك لأنها تمضي عدّة أشهر من السنة في عرض البحر. يعتبر الجليد البحري السنوي الذي يغطي المياه فوق الصفيحة القارية، وأرخبيل الجزر القطبية، المسكن المفضل لهذه الحيوانات. تعرف هذه المناطق "بحلقة الحياة القطبية" وهي أكثر غنى بالكائنات الحية بالمقارنة مع المياه العميقة لأقصى القطب الشمالي. يميل الدب القطبي إلى زيارة المناطق التي يلتقي بها الجليد بالبحر باستمرار، مثل المجمعات المائية المؤقتة التي تنشأ إثر ذوبان الجليد، وذلك كي يصطاد الفقمات التي تشكل أغلبية حميته، وبالتالي فإن هذه الحيوانات يمكن العثور عليها على محيط الصفائح الجليدية القطبية، عوضا عن الحوض القطبي بالقرب من القطب الشمالي حيث تقل كثافة الفقمات.
يحوي الجليد السنوي كميات كبيرة من المياه تذوب وتتبخر ثم تعود للتجمد وفقا لتغير الفصول، وتهاجر الفقمات استجابة لهذه التغيرات، فيكون على الدببة القطبية بالتالي أن تلاحقها. وفي خليجيّ هدسون وجايمس وبعض المناطق الأخرى، يذوب الجليد كليّا خلال الصيف (وهو حدث يُطلق عليه "تفكك الكتل الجليدية الطافية"، بالإنكليزية: ice-floe breakup)، مما يدفع الدببة إلى دخول البر الرئيسي والانتظار إلى أن يتجمد البحر من جديد. وفي بحار شوكوشي وبيوفورت، تتجه الدببة القطبية شمالا كل صيف نحو الصفائح الجليدية التي تبقى على حالها طيلة أيام السنة.
المراجع:الموسوعة الحرة ويكبيديا
الطالبه طيف يوسف العامرية
تعليقات
إرسال تعليق